عبد الرحمن عبد الوهاب الوكيل.
الرئيس الأسبق للجماعة أنصار السنة المحمدية
1332 - 1390هـ / 1913 - 1971 م
مولده: ولد في قرية زاوية البقلي - مركز الشهداء - منوفية في 23/ 6/ 1913م .
حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية ثم التحق بالمعهد الديني في طنطا وقد مكث يدرس تسع سنوات.
حصل على الثانوية الأزهرية، والتحق بكلية أصول الدين وحصل على الإجازة العالية بتفوق. ولم يكمل الدراسات العليا إذ غلبه المرض على ذلك.
حصل أيضًا على درجتي العالمية وإجازة التدريس.
عين مدرسًا للدين بالمدارس الثانوية بوزارة المعارف (التربية والتعليم).
تعرف على فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي رائد الدعوة السلفية في مصر سنة 1936 وكان السبب في مجيئه - بعد إرادة الله - سيدة فاضلة من نصيرات السنة هي (نعمت صدقي) حرم الدكتور محمد رضا ووالدة الدكتور أمين رضا وكيل كلية طب الإسكندرية، ولقد كانت له مكانته الخاصة لدى الشيخ حامد الفقي حتى إنه عندما حقق - رحمه الله - كتاب نقض المنطق 1370 / 1951 كتب في مقدمته يقول:
« ثم وكلت إلى الأخ الفاضل المحقق الشيخ عبد الرحمن الوكيل وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية عمل مقدمة له، لأنه متخصص في الفلسفة وله بصر نافذ فيها وهو من خلصاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله».
انتدب للعمل بالمعهد العلمي بالرياض مع فضيلة الشيخ محمد عبد الوهاب البنا عام 1371هـ 1952م وهو من مؤسسي الجماعة أطال الله عمره.
وقد أقام المركز العام حفلة شاي توديعًا له في مساء يوم الاثنين 22/ 2/ 1372 هـ وقد خطب كثير من الإخوان ذاكرين سجاياه وفضله وعلمه، وكتبت "مجلة الهدى" تقول: « وأنصار السنة المحمدية إذ يودعون الأستاذ الوكيل - هادم الطواغيت - يسألون الله أن يوفقه ويسدد خطاه وأن ينفع به حيثما حل.
اختير - رحمه الله - رئيسًا لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر القديمة، كما عمل وكيلًا أول للجماعة وعند اختيار الشيخ عبد الرزاق عفيفي رئيسًا للجماعة تم انتخابه (نائبًا للرئيس) في 22/ صفر 1379 هـ - 27 / 8 / 1959م ثم انتخب رئيسًا للجماعة بعد سفر الشيخ عبد الرزاق إلى السعودية - وكان ذلك في اجتماع الجمعية العمومية المنعقدة في 15 محرم 1380 هـ 9 يوليو 1960 ليكون ثاني رئيس للجماعة بعد مؤسسها وانتخب نائبًا له الشيخ محمد خليل هراس.
عندما أدمجت الجماعة بغيرها وتوقفت مجلتها "الهدى النبوي" التي كان يشغل رئيس تحريرها ويكتب التفسير بها[1]، انتدب أستاذًا بكلية الشريعة بمكة المكرمة وظل في هذه الوظيفة وهو أستاذ للعقيدة بقسم الدراسات العليا وفي جوار البلد الأمين غالبه المرض وقضى نحبه ولحق بجوار ربه في 22 جمادى الأولى 1390 هـ الموافق 1971 م ودفن (بالحجون).
أولاده: للشيخ الوكيل ابن وبنتان.
رأى العلماء فيه: يقول الشيخ محمد عبد الرحيم - رحمه الله - في مقدمة كتاب "دعوة الحق": « لقد كان الشيخ عبد الرحمن الوكيل موفور الحظ من اللغة، وجمال البلاغة ووضوح المعنى، وسعة الاطلاع وشرف الغاية، كما جمع علمًا مصفى من شوائب البدع والخرافات الصوفية، وكان حسن اللغة قليل اللحن فصيح العبارة له اجتهاداته الواعية وكان في ذلك نمطًا فريدًا في جماعته لا يشاركه في ذلك إلا حبر سوهاج وعلَّامتها أبو الوفاء درويش».
ويقول عنه الدكتور سيد زرق الطويل:
«لقد كان في أخلاقه نسيج وحده، سمو في الخلق وعفة في اللسان، طلق المحيا، منبسط الأسارير، واسع الثقافة، متنوع المعرفة أديبًا، شاعرًا جزل الشعر قوى العبارة». (مقدمة دعوة الحق)
ويقول عنه الشيخ أبو الوفاء درويش في مجلة "الهدى النبوي":
« لو كنت أريد أن أوفيه حقه من التمجيد - وهذا كلام أبو الوفاء - وأن أشرح آثار قلمه الفياض في نفوس القراء وأن أنوه بما خصه الله به من شجاعة في الحق نادرة، وصراحة يعز منالها في أيامنا الحاضرة وأن أومِئَ إلى ما لازم قلمه الجريء من التوفيق في جولاته الموفقة في كل ميادين المعرفة وما امتاز به أسلوبه الجزل من روعة تسيطر على النفوس، وجلال علل القلوب لما استطعت أن أوفيه حقه».
ويقول عنه الشيخ محمد صادق عرنوس:
« إن أخانا الأستاذ النابغة عبد الرحمن الوكيل المعروف بين قراء الهدى النبوي بهادم الطواغيت[3] (3) قد أصبح أخصائيًا في تشريح التصوف والإحاطة بوظائف أعضائه، والأستاذ الوكيل يتعلم وينبغ ليمرض ويشفى ».
قلت: ويعتبر الشيخ عبد الرحمن الوكيل أول من قال من علماء جماعة أنصار السنة المحمدية (بأن التصوف كله شر). وكان له - رحمة الله عليه - أثر كبير في ظهور الكتابة العلمية عن التصوف في مجلة "الهدى النبوي". وقد ظل يكتب بها قرابة ربع قرن ولقد كتب - رحمه الله - في آخر ما كتب تحت عنوان (نظرات في التصوف) من ذلك اعتبارًا من عام 1379 هـ - 1386 هـ مقالات بل قل أبحاثًا بلغت (45) مقالًا جمعتها كلها ووجدت أنه قد اختط لنفسه منهجًا في الكتابة عن التصوف يقول هو عنه: « إننا سنعرض هذه القضية عرضًا عادلًا منصفًا فيه إسراف في العدل والإنصاف وحسب القارئ إنصافًا في العرض وإيثارًا للعدل الكريم أننا سنبسط آراء التصوف نفسه كما بثها كبار شيوخه، وكما دافعوا عنها، تاركين للقارئ الحكم، وحسبه أن يقارن بين أصول الإسلام التي يعيها كل مسلم وبين آراء التصوف على أننا سنعين القارئ أحيانًا بتذكيره بأدلة هذه الأصول من آيات القرآن وأحاديث السنة الصحيحة ».
ومن أراد أن يعرف صلته رحمه الله بالتصوف، فليقرأ مقدمة كتابه "رسالة مفتوحة إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية" والتي سماها "صوفيات".
إنتاجه العلمي: يتميز إنتاجه بالأسلوب الرصين، مع التحقيق الدقيق والدقة المتناهية في نقل النصوص. وتعتبر كتبه مرجعًا لكل من أراد أن يكتب عن التصوف بل لا أكون مغاليًا إن قلت إن معظم من كتب عن التصوف بعده هم عيال عليه.
وأهم مؤلفاته: صوفيات، دعوة الحق، هذه هي الصوفية، البهائية، الصفات الإلهية، وله كتاب عن القاديانية فُقِد قبل الطبع ورسالة صغيرة طبعت تحت عنوان (زندقة الجيلي).
تحقيقاته:
• حقق كتاب "إعلام الموقعين عن رب العالمين" لابن قيم الجوزية.
• "مصرع التصوف" للإمام البقاعي.
• "الروض الأنف" للسهيلي الأندلسي.
كما لا ننسى أن نذكر أن الشيخ الوكيل كان شاعرًا مجيدًا قليل الإنتاج في الشعري
وبعد: فقد ترك الشيخ عبد الرحمن الوكيل مكتبة كبيرة سواء من إنتاجه أو من اقتنائه للكتب حوت كتبًا نادرة في معارف متنوعة، ويكفي أن يقوم أي باحث بزيارة مكتبته في مسجد (بابل) بالدقي ليعرف قيمة الرجل ومدى إلمامه بشتى العلوم.
وكتبه تلميذه
فتحي أمين عثمان
|