وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
شكر الله لك وبارك فيك . .
في قول الله تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا }
الذي يظهر :
أن الإصلاح بين الزوجين لا يكون دائماً هو في الوفاق بينهما ، بل قد يكون الإصلاح في التفريق بينهما .. ولذلك كان لابد من أن يكون بين الطرفين ( حكم ) عنده من الحكمة وله من ( الحُكم ) حتى أن بعض الفقهاء أخذ من الآية دليلاً أن تفريق الحكمين بين الزوجين يعتبر طلاقاً ..
عادة ما نظن أن ( الصّلح ) هو : في محاولة تقريب وجهات النظر ، وإيجاد مرونة للتنازل والتغاضي بين الطرفين - وهو حق - ، إلا أنه في بعض الأحوال يحتاج الصلح إلى إنصاف للمظلوم من الظالم . وهذا يحتاج ( حُكم ) و ( حَكم ) .
ولذلك بداية الآية قال الله تعالى : " فإن خفتم شقاق بينهما " ولم يقل فراقا بينهما.!
والشقاق فيه معنى العداوة والظلم .. ، فكانت مهمّة ( الحكم ) هو التخفيف من حصول هذا الشقاق من خلال إقامة ( العدل ) بينهما ، حتى لو كان في الأمر ( فراق ) فإنهما يتفارقان على غير شقاق وعداوة .. وهذا من حرص الإسلام على أن تبقى علاقات الناس ( كمسلمين ) مع بعضهم البعض
قدر الممكن خالية من العداوة والشقاق .
فإن المظلوم إذا أخذ حقه .. زال ما في نفسه من العداوة ..
ومن هنا يظهر لي حكمة من حكم هذا الوصف القرآني للمصلحين بين الزوجين ..
والله أعلم .
.