بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الكريم
مات ميت لنا في بلد تبعد عن بلده مسافة القصر والعادة عندنا أنه لا بد من دفنه في بلده.
لما مات غُسِّل وصلي عليه في المكان الذي مات فيه ثم سافرنا به إلى بلده الذي يبعد مسافة القصر فقام أهلي بلده بالصلاة عليه مرة أخرى لأنهم لم يصلوا عليه.
سؤالي : ما حكم الصلاة على الميت مرتين كما حدث مع ميتنا هذا ؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
الجواب :
وجزاك الله خيرا .
لا يجوز نقل جثة الميت إذا مات في بلد يُمكن دفنه فيه في مقابر المسلمين ؛ لسببين :
الأول : أنه خلاف المأمور به في السنة مِن الإسراع في تجهيز الميت وَدَفْنِه .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنَّهَا إنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إلَيْهِ ، وَإِنْ تَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ . رواه البخاري ومسلم .
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : إذا مَات أحَدُكم فلا تَحْبِسُوه ، وأسْرِعُوا بِه إلى قَبْرِه .
والثاني : أنه جناية على الميت ؛ لأنه يُقاس له مِن مكان ولادته إلى مُنْقَطع أثره ؛ لِمَا رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه مِن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : مات رجل بالمدينة مِمَّن وُلِد بها ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا لَيته مات بغير مولده . قالوا : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : إن الرجل إذا مات بِغير مَولده قِيس له مِن مولده إلى مُنْقَطَع أثَرِه في الجنة .
وقال عليه الصلاة والسلام : اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ، لَكِنْ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ . يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا .
قال شيخنا العثيمين رحمه الله :
لا ينبغي أن يُنقل الميت عن الأرض التي مات فيها ، بل الأفضل أن يُدفن في مكانه وأرض الله تعالى كلها سواء ، اللهم إلا أن يكون في بلد الكفر وليس فيه مقابر للمسلمين ، فهنا يُنقل إلى بلد إسلامي ، ويُدفن مع المسلمين ، وأما في البلاد الإسلامية فَيُدفن الإنسان في مكانه ، ولهذا قال العلماء : يُكره أن ينقل الميت إلى مكان آخر . اهـ .
وأما تكرار الصلاة على الجنازة ، فلا بأس به لِمن لم يُصَلِّ على الميت ، بشرط أن لا يكون ذلك في المقبرة ، لِعموم النهي عن الصلاة في المقابِر .
وهنا :
الصلاة على الجنازة في المقبرة
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?p=485735
شرح أحاديث عمدة الأحكام
الحديث 170 في الإسراع بالجنازة
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/166.htm
هل هناك حديث يدل على زيادة أجر لمن مات في غير بلده
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=25326
ما حُكم نقل الميت من بلد إلى آخر ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?p=574360
والله تعالى أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة مشكاة الفتاوى ; 09-12-15 الساعة 10:37 PM
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)