السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياشيخ
هل ماذكر صحيح عن عمر بن الخطاب ؟
هذا عمر يخطب ويقول: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)
فيقول رجل أعرابي:ما الأب يا أمير المؤمنين؟!
فقال عمر:أفي المسجد من يجيب؟
فهذه فتيا ليست مهمته، إنما مهمته إمارة المؤمنين،
فقال رجل: يا أمير المؤمنين! ,,الأب,,: ما تأكله الأنعام،
أو ما قرأت بعدها (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ )
... فالفاكهة لنا,, والأب,, لأنعامنا،
فتدمع عين عمر ويقول: كل الناس أفقه منك يا ابن الخطاب!
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما ذُكِر غير صحيح بهذا اللفظ .
والذي صحّ بِلفظ آخـر .
قال ابن كثير : وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي قَالَ : سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) ، فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ قلتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لا أَعْلَمُ ؟ وهذا مُنْقَطِعٌ بين إبراهيم التيمي والصديق رضي الله عنه .
فَأَمَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فَلَمَّا أَتَيَ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ : (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) قَالَ : عَرَفْنَا مَا الْفَاكِهَةُ ، فَمَا الأَبُّ ؟ فَقَالَ : لَعَمْرُكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ .
فَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ أَنَسٍ بِهِ .
وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ شَكْلَهُ وَجِنْسَهُ وَعَيْنَهُ وَإِلاّ فَهُوَ - وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ - يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ لِقَوْلِهِ : (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) .
وقال ابن كثير في المقدِّمة :
وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ شَكْلَهُ وَجِنْسَهُ وَعَيْنَهُ ، وَإِلاّ فَهُوَ وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ ، وَهَذَا كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّمَا أَرَادَا اسْتِكْشَافَ عِلْمِ كَيْفِيَّةِ الأَبِّ ، وَإِلاَّ فَكَوْنُهُ نَبْتًا مِنَ الأَرْضِ ظَاهِرٌ لا يُجْهَلُ ، لِقَوْلِهِ : (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا) الآيَةَ .
وأما قول : (فهذه فتيا ليست مهمته ، إنما مهمته إمارة المؤمنين)، فهذا غير صحيح ، فإن عمر رضيَ اللّهُ عنه كان يُفتِي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن زمان خلافته ، بل عُدّ مِن أعلم الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم .
قال ابن القيم : وَاَلَّذِينَ حُفِظَتْ عَنْهُمْ الْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةٌ وَنَيِّفٌ وَثَلاثُونَ نَفْسًا ، مَا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ ، وَكَانَ الْمُكْثِرُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ .
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ : وَيُمْكِنُ أَنْ يُجْمَعَ مِنْ فَتْوَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِفْرٌ ضَخْمٌ .
ونَقَل ابن القيم عن الشَّعْبِيّ قوله : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَأْخُذَ بِالْوَثِيقَةِ فِي الْقَضَاءِ فَيَأْخُذْ بِقَوْلِ عُمَرَ .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : إذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ فَانْظُرُوا مَا صَنَعَ عُمَرُ ، فَخُذُوا بِهِ .
وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : مَا أَعْلَمُ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ .
وَقَالَ أَيْضًا : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ : لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا وَسَلَكَ عُمَرُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْت وَادِي عُمَرَ وَشِعْبَهُ .
وَقَالَ بَعْضُ التَّابِعِينَ : دُفِعت إلَى عُمَرَ فَإِذَا الْفُقَهَاءُ عِنْدَهُ مِثْلُ الصِّبْيَانِ ، قَدْ اسْتَعْلَى عَلَيْهِمْ فِي فِقْهِهِ وَعِلْمِهِ .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ : لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ مَعْرُوفُونَ حَرَّرُوا فُتْيَاهُ وَمَذَاهِبَهُ فِي الْفِقْهِ غَيْرَ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَكَانَ يَتْرُكُ مَذْهَبَهُ وَقَوْلَهُ لِقَوْلِ عُمَرَ ، وَكَانَ لا يَكَادُ يُخَالِفُهُ فِي شَيْءٍ مِنْ مَذَاهِبِهِ ، وَيَرْجِعُ مِنْ قَوْلِهِ إلَى قَوْلِهِ .
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَقْنُتُ ، وَقَالَ : وَلَوْ قَنَتَ عُمَرُ لَقَنَتَ عَبْدُ اللَّهِ .
والله تعالى أعلم .
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)