السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجوا الإجابة على السؤال وجزاكم الله خير الجزاء
السؤال هو:
حديث " إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي "
استدل به بعض أعداء الإسلام على أن الإسلام انتشر بالقوة والسيف
كيف نرد على أقوالهم تلك؟ مع توضيح معنى الحديث ومدلولاته وأقوال العلماء فيه صحة وضعفاً ؟
هذا وجزاكم الله خيراً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أولا : الإسلام لم ينتشر بالقوة والسيف ابتداء ، فإن المتأمِّل لِدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وَجَد أن قومه استضعفوه في بداية دعوته ، وتسلّطوا على أصحابه ، ولم يُؤمَر في مكة بالجهاد ، وإنما أُمِر به في المدينة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم دَعا قومه أكثر من عشر سنوات دعوة مُجردة عن أيّة قوّة .
ثم لَمّا هاجَر إلى المدينة لَم يَكن الجهاد هو السبيل الأوحد ، بل ولا كان الخيار الأول للدعوة إلى الله ، وإنما كان الجهاد في سبيل الله هو الحلّ الأخير مع مَن يقِف في طريق انتشار الإسلام ، أو هو وسيلة الحماية والدفاع ، كما في غزوة أُحُد والأحزاب .
ولذلك قال الله تعالى : (أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) .
فالجهاد هو آخر الخيارات وهو الحلّ الأخير !
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكاتِب الرؤساء في زمانه ، ويَدعوهم إلى الإسلام ، فكان ما يَقول لهم : أسْلِم تَسْلَم . كما في الصحيحين .
وكان مَن أسْلَم منهم يُقرّ على مُلكه ، ولا يُقاتَل .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرًا على جيش أو سَرية أوْصَاه في خاصَّتِه بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرًا ، ثم قال : اغزوا باسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تَغُلُّوا ، ولا تغدروا ، ولا تُمَثِّلوا ، ولا تَقتلوا وليدًا ، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتهنّ ما أجابوك فاقبل منهم وكُفّ عنهم :
ادْعُهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم ، ثم ادْعُهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فَلَهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ، فإن أبَوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حُكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هُم أبَوا فَسَلْهُم الجزية ، فإن هُم أجابوك فاقبل منهم وكُفّ عنهم ، فإن هُم أبَوا فاستعن بالله وقاتِلهم . رواه مسلم .
ولذا لما وُجِدَت امرأة في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان . كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
فالجهاد لم يُشرَع مِن أجل سَفْك الدماء ، بل لإزاحة مَن جَمَع بين : الكُفر بالله ومُقاتَلة المسلمين والصدّ عن دِين الله .
أمَا مَن سَالَم ولم يُقاتِل ، فإنه لا يُقتَل ولا يُقاتَل .
ثانيا : اخْتُلِف في صِحّة الحديث .
والمقصود منه : هو ما أحلّه الله له ولأمّتِه مِن الغنيمة .
وأما قوله عليه الصلاة والسلام : " وجُعِل رزقي تحت ظل رمحي " فهو محمول على إذا ما جاهَد في سبيل الله وجُلِبَت إليه الغنائم والفيء .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدَّخِر لأهله قوتَ سَنَة .
ولا يَعني هذا أن يَكون مصدر رِزْقه الوحيد تحت ظِلّ سيفه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم زاهدا في الدنيا ، لا يُتبعها نفسه ، ولا يَجمعها ، بل قد يبيت جائعا ، ويبيت أهله جياع ، وهو الذي لو شاء أن تُحمَل إليه كنوز الدنيا ؛ لَكَان له ذلك .
لَمَّا خُيِّر النبي صلى الله عليه وسلم بَيْن أن يَكُون عَبْدًا نَبِيًّا وبَيْن أن يكون مَلِكا ، الْتَفَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير ،فأشار جبريل بيده أن تواضع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أكون عَبْدًا نَبِيًّا . قال : فما أكل بعد تلك الكلمة طَعاما مُتّكِئا . كما عند النسائي في الكبرى . وقال الذهبي : هذا حديث حسن غريب .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : آكل كَمَا يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد .
قال العجلوني : رواه ابن سعد بسند حسن ، وأبو يعلى عن عائشة .
وقالت عائشة رضي الله عنها : إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلالِ ثُمَّ الْهِلالِ ، ثَلاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ . فقيل لها : مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ ؟ قَالَتْ : الأَسْوَدَانِ : التَّمْرُ وَالْمَاءُ . رواه البخاري ومسلم .
وسبق :
سؤال عن صحة ومعنى الحديث ( اللهم اجعل رزقي تحت حد سيفي)
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?p=510870
لماذا يملك العاصون والمجاهرون بالمعصية اموالا طائلة ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?p=487026
وسبق :
ما نصيحتكم لشاب يستنكر وينكر الجهاد والأحاديث النبويّة ويسخر بها وبأسانيدها ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=72317
كيف نردّ على بعض الدعاة الذين حَرّفوا الجزية ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=84940
والله تعالى أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة مشكاة الفتاوى ; 08-09-12 الساعة 6:48 AM
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)