السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره في ما أفناه ، وعن شبابه في ما أبلاه ، وعن علمه في ما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"
ومايكون في يوم القيامة من عرض لأعمال المؤمنين عليهم من غير حساب ولامناقشة ؟
وبارك الله فيكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هناك فَرْق بين الحساب وبين مُناقشة الحساب ، فقد قالت عائشة رضي الله عنها : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ . فَقُلْتُ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا) ؟فَقَالَ : لَيْسَ ذَاكِ الْحِسَابُ ، إِنَّمَا ذَاكِ الْعَرْضُ ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ . رواه البخاري ومسلم .
وتقرير العبد بِذنوبه يَعقبه العفو عنه .
ومثل هذا : سؤاله عن : عُمُره ، وشبابه ، وعلمه ، ومَالِه في كَسْبه ؟ وفي إنفاقه .
ومُناقشة الحساب تشديد فيه .
قال الإمام البخاري : بَابٌ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ .
قال ابن حجر : وَالْمُرَادُ بِالْمُنَاقَشَةِ : الاسْتِقْصَاءُ فِي الْمُحَاسَبَةِ وَالْمُطَالَبَة بِالْجَلِيلِ وَالْحَقِير وَتَرْك الْمُسَامَحَة ، يُقَال : اِنْتَقَشْتُ مِنْهُ حَقِّي ، أَيْ : اِسْتَقْصَيْته . اهـ .
فمَن كان مُفرِّطا في تلك الْخَمْس (عُمُره ، وشبابه ، وعلمه ، ومَالِه في كَسْبه ؟ وفي إنفاقه) ثم حُوسِب عليها ؛ فإنه لا يكون ممن عُرِض على الله ، ولا يكون حسابه حسابا يسيرا ، وذلك مثل : الْمُرَابي وآكل السحت ومُنفق ماله في الحرام ، ومُفني شبابه في العصيان ، ومُبلِي عمره في المعاصي ، ومَن كان عِلمه حُجة عليه ، فإن هؤلاء وأمثالهم تحت المشيئة : إن شاء الله غفر لهم ، وإن شاء عذبهم ، فإن كانوا ممن يستحق العذاب فإنه يُناقشون في الحساب ، ويُسألون عن النقير والقطمير .
وهنا :
هل جميع من دون الـ70 ألف لابد أن يحاسبوا !!
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?p=571125
والله تعالى أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة مشكاة الفتاوى ; 05-28-15 الساعة 2:17 PM
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)