فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من نعم الله تعالى علينا أن علمنا متى وكيف نذكره ونشكره ونسبحه ، سبحانه فله الحمد .
فهل هناك صيغ معينه من الدعاء كان يلزمها الرسول عليه الصلاة والسلام ويرددها أكثر من غيرها ؟
وهل من وصية لنا بأوراد معينة نلتزمها في وقتنا الحاضر ؟
بارك الله بكم وجزاكم كل خير ..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
أما الدعاء الورد في السنة فهو كثير ، وأفضل الدعاء ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم مِن قوله أو مِن إقراره ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يُحِبّ جوامِع الدعاء ويَدَع ما سِوى ذلك .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بالكلمات القصيرة إلاّ أنها تَجْمَع المعاني العظيمة .
ومِن الدعوات الجوامِع التي سمّاها النبي صلى الله عليه وسلم : الكوامِل ، ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ، فقال لها قولي : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية لأحمد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة وهي تُصَلِّي : عليك بالكَوامِل - أو كلمة أخرى - فلما انصرفتْ عائشة سألته عن ذلك ، فقال لها : قولي : اللهم إني أسألك مِن الخير كُلّه عَاجِله وآجِله ... إلى آخر الدعاء .
ومن دعوات النبي صلى الله عليه وسلم :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى . رواه مسلم .
" ربِّ اعني ولا تُعِن عليّ ، وانصرني ولا تنصر عليّ ، وامْكُر لي ولا تمكر عليّ ، واهدني ويسِّر الهدى لي ، وانصرني على مَن بَغَى عليّ ، رب اجعلني لك شكّارا ، لك ذكّارا ، لك رهّابا ، لك مُطواعا ، إليك مُخْبِتا ، لك أوّاها مُنِيبا ، ربِّ تقبّل دعوتي ، واغسل حَوبَتِي ، وأجِب دعوتي ، وثبّت حُجّتي ، واهدِ قلبي ، وسدد لِساني ، واسْلُل سَخِيمة قلبي " . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط .
" اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي " رواه البخاري ومسلم .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
" اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه ، دِقَّه وجِلَّه ، وأولَه وآخرَه ، وعلانيتَه وسرَّه " رواه مسلم .
وكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي . رواه مسلم .
وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي ؟ قَالَ : قُلْ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي . وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلاَّ الإِبْهَامَ فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ . رواه مسلم .
ولَمَّا سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسولَ اللّه علمني دُعاءً أَدعو به في صلاتي قال : قل : اللهمّ إني ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يَغفرُ الذّنوبَ إلاَّ أنتَ ، فاغفِرْ لي مغفرةً من عندَك ، وارحمني إنكَ أنتَ الغفور الرّحيم . رواه البخاري ومسلم .
وقَالَ عَلِيّ رضي الله عنه : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ : اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي . وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْمِ . رواه مسلم .
ومِن دعائه عليه الصلاة والسلام : " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي ، وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ " رواه مسلم .
وسبق :
هل الدعاء بعد التشهّد وقبل السلام يكون حتى في الفرائض ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=447962
وأما الأذكار فقد سبق :
أذكار طرفي النهار (الصباح والمساء)
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=67338
والله تعالى أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة مشكاة الفتاوى ; 06-10-12 الساعة 6:51 PM
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)