السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل مهذب مشرف مشكاة الاستشارات هذه رسالة وصلت من خلال بريد الموقع لاحدى الأخوات تقول فيها :
أريد سؤال حضرتكم أنني طالبة في الثانوية و انا أحاول مجاهدة نفسي و الابتعاد عن صديقاتي اللاتي لا تعجبني تصرفاتهن و لكنني لا أستطيع ذلك لأن أفكارهن تجذبني في كثير من الأحيان فماذا أفعل ؟
خُلِق الإنْسَان في كَبَد ، في مَشَقَّة ومُكابَدَة في هذه الْحَيَاة الدُّنْيا ، ومِن مَنْظُومَة تِلْك الْمَشَقَّة ما يَمُرّ بِه الإنْسان في هذه الْحَيَاة مِن شِدَّة ولأْوَاء ، يَتَصَرَّف في بعضها ، ويَقِف أمَام بعضِها الآخَر حائرًا متلمِّسا مَن يأخُذ بِيَدِه ، ويُشِير عَلَيْه بِما فِيه الرَّشَد .
فيُضِيف إلى عَقْلِه عُقولاً ، وإلى رأيه آراءً ، وإلى سِنِيِّ عُمرِه سِنِين عَدَدا ، حَنَّكَتْها التَّجارُب وصَقَلَتْها الْحَيَاة ، فازْدَادَتْ تِلْك العُقُول دِرايَة ، فأصْبَحَتْ نَظرتها للأمُور ثاقِبَة ، فَهْي أحَدّ نَظَرا ، وأبْصَر بِمواقِع الْخَلَل ، وأكْثَر تقدِيرا لِعَوَاقِب الأمور ، خاصَّة إذا انْضَاف إلى تِلْك العُقُول تَقوى الله ، فإنَّها حينئذٍ تَتَفَرَّس في الوُجُوه ، وتُمَيِّز الزَّيْف .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال:29] .
وكَانَت العَرَب تُولِي الرأي اهْتِماما ، وتَرْفع له شأنا ، ولِذا خَرَجَتْ هَوازِن بِدُريْد بن الصِّمَّة ، وكان شَيخا كبيرا ليس فيه شيء إلاَّ التَّيَمُّن بِرَأيه ومَعْرِفَتِه بِالْحَرَب ، وكان شَيْخًا مُجَرَّبًا وما ذلك إلاَّ لأهميَّة الرأي والْمَشُورَة عند العرب .
وقد جاء الإسلام بِتَأكِيد هذا الْمَبْدأ ، فَكَان مِن مبادئ الإسْلام : الشُّورَى . فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشَاوِر أصحابه ، وكان يأخذ بِرأيِهم فيما لم يَنْزِل فيه وَحْي .
وكان يَقول : أيها النَّاس أشِيرُوا عليّ .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يكفيك شرّ نفسك وشرّ الشيطان وشركه وان يصرف عنك السوء والفحشاء ..
أخيّة . .
شعورك بالرغبة في التغيير هو شعور ( إيجابي ) إذا اتبعتِ هذا الشعور بخطوات عمليّة .
لكن حين لا يجاوز ( الأمنية ) فهو مجرّد ( أماني ) للهروب من الألم الذي تجدينه في نفسك .
أخيّة . .
كيف يجتمع ( سلوكياتهم لا تعجبك ) ومع ذلك ( تجذبك ) !!
الانسان لا ينجذب إلاّ إلى شيء ( يعجبه ) وينفر ( تماماً ) من الشيء الذي لا يعجبه ..
اختبري نفسك في أمور أخرى ( لا تعجبك ) انظري هل تجذبك هذه الأشياء الخرى ؟!
لماذا لا تجذبك ؟! لأنها لا تعجبك .
قد تكون هذه الشياء الأخرى ( مباحة ) كنوع من الطعام مثلا .. ( يعجبك ) فلا أعتقد أنك في يوم ما ستجازفين وتتناولين طعاماً ( لا يعجبك ) ولن يكون فيه ما يجذبك حتى لو بلغ بك الجوع مبلغه إلاّ أن تأخذي منه ( تصبيرة ) !
من المهم جدا أن تكوني ( صادقة ) مع نفسك . .
شجاعة جريئة مع ( نفسك ) . .
لأن ( القرار ) يهمّك وله أثر في صناعة شخصيّتك . .
فإذا اخترت ( صديقاتك ) وسلوكياتهم لأنها تجذبك .. فقد اخترت أن تكوني واحدة منهنّ
وإن اخترت غير طريقهن .. فقد اخترت لنفسك أن تكوني ( أنت أنت ) ..
استبدلي صديقاتك بصديقات صالحات طيبات . . وأوجدي لنفسك صحبة صالحة .
عدم وجود صحبة صالحة .. يضعف من همّـك وعزيمتك ..
تعوّدي على النصح والتوجيه .. فحين ترين من صديقاتك تصرفات غير مقبولة انصحيهنّ ووجهيهنّ بالكمة الطيبة . . ( النصيحة ) صمام أمان لك في أن لا تقعي فيما يقعن فيه ، وفي نفس الوقت هي ( عمل صالح ) .
تخلّصي من كل شيء يمكن أن يربطك بهنّ .. رقم هاتف أو ايميل أو نحو ذلك .
وصارحيهنّ أنك لا تحبين هذه التصرفات التي يقومون بها لأنها تقلل من قيمة الفتاة المسلمة ، وإن كانت تصرفات محرمة فهي سبب في سخط الله وغضبه .
صارحي والدتك أو أختك أو معلمة ناصحة لك بمشكلتك .. واطلبي منها أن تكون عوناً لك في التخلّص من هذه المشكلة .
تذكّري العواقب ( دائماً ) . .
واكثري من الدعاء مع الاستغفار ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)