وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
إن قالوا : هذا تشدّد .. قلنا لهم : فِعلكم تهاون وتساهل !
والعلماء يُرجّحون جانب الحظر على جانب الإباحة . مع أن الموسيقى داخلة في عموم المعازف ، وقد صحّت النصوص الكثيرة بِتحريم المعازف .
وسُئل شيخنا العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما حكم استماع بعض البرامج المفيدة كأقوال الصحف ونحوها التي تتخللها الموسيقى ؟
فأجاب رحمه الله :
لا حرج في استماعها والاستفادة منها مع قَفل المذياع عند بدء الموسيقى حتى تنتهي ، لأن الموسيقى مِن جملة آلات اللهو . يَسّر الله تركها والعافية مِن شَرّها . اهـ .
وأما النظر إلى مذيعة أو غيرها فهو مِن جُملة النظر الْمُحرَّم .
وفي زمان بني إسرائيل أرادت امرأة أن تدعو على ابنها فدَعَتْ عليه أن لا يموت حتى يَرى وُجوه المومِسَات ، وهُنّ البغايا . كما في الصحيحين في قصة العابد جُريج .
وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : عن تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة أنها صورة لا حقيقة لها ؟
فأجاب رحمه الله :
هذا تهاون خطير جدًا ، وذلك أن الإنسان إذا نظر للمرأة - سواء كان ذلك بواسطة وسائل الإعلام المرئية ، أو بواسطة الصحف أو غير ذلك - فإنه لا بُدّ أن يكون من ذلك فتنة على قلب الرجل ، تَجُرّه إلى أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة ، وهذا شيء مشاهد . ولقد بلغنا أن مِن الشباب مَن يقتني صور النساء الجميلات ليتلذذ بالنظر إليهن ، أو يتمتع بالنظر إليهن ، وهذا يدلّ على عظم الفتنة في مشاهدة هذه الصور، فلا يجوز للإنسان أن يشاهد هذه الصور، سواء كانت في مجلات أو في صحف أو غير ذلك ، إن كان يرى من نفسه التلذذ والتمتع بالنظر إليهن ، لأن ذلك فتنة تضره في دينه ، وفي اتجاهاته ، ويتعلق قلبه بالنظر إلى النساء فيبقى ينظر إليهن مباشرة . اهـ .
والله تعالى أعلم .